سورة الأنبياء - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنبياء)


        


قوله تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَتَّخِذَ لَهْواً} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: ولداً، قاله الحسن.
الثاني: أن اللهو النساء، قاله مجاهد. وقال قتادة: اللهو بلغة اهل اليمن المرأة. قال ابن جريج: لأنهم قالواْ: مريم صاحبته وعيسى ولده.
الثالث: أنه اللهو الذي هو داعي الهوى ونازع الشهوة، كما قال الشاعر:
ويلعينني في اللهو أن لا أحبه *** وللهو داعٍ لبيب غير غافلِ
{لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ} أي من عندنا إن كنا فاعلين. قال ابن جريج: لاتخذنا نساء وولداً من أهل السماء وما اتخذنا من أهل الأرض.
{إِن كُنََّا فَاعِلِينَ} فيه وجهان:
أحدهما: وما كنا فاعلين، قاله ابن جريج.
الثاني: أنه جاء بمعنى الشرط، وتقدير الكلام لو كنا لاتخذناه بحيث لا يصل علمه إليكم.
قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن الحق الكلام المتبوع، والباطل المدفوع. ومعنى يدمغه أي يذهبه ويهلكه كالمشجوج تكون دامغة في أم رأسه تؤدي لهلاكه.
الثاني: أن الحق القرآن، والباطل إبليس.
الثالث: أن الحق المواعظ والباطل المعاصي، قاله بعض أهل الخواطر.
ويحتمل رابعاً: أن الحق الإِسلام، والباطل الشرك.
{فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} فيه وجهان:
أحدهما: هالك، قاله قتادة.
الثاني: ذاهب، قاله ابن شجرة.
قوله عز وجل: {وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: لا يملون، قاله ابن زيد.
الثاني: لا يعيون، قاله قتادة.
الثالث: لا يستنكفون، قاله الكلبي.
الرابع: لا ينقطعون، مأخوذ من الحسير وهو البعير المنقطع بالإِعياء، قال الشاعر:
بها جيف الحسرى فأما عظامها *** فبيض وأما جلدها فصليب


قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُواْ ءَالِهَةً مِّنَ الأَرْضِ} أي مما خلق في الأرض.
{هُمُ يُنشِرُونَ} فيه قولان:
أحدهما: يخلقون، قاله قطرب.
الثاني: قاله مجاهد، يحيون، يعني الموتى، يقال: أنشر الله الموتى فنشروا أي أحياهم فحيوا، مأخوذ من النشر بعد الطي، قال الشاعر:
حتى يقول الناس مما رأوا *** يا عجباً للميت الناشِر
قوله تبارك وتعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمآ} يعني في السماء والأرض.
{ءَالهِةٌ إِلاَّ اللَّهُ} فيه وجهان:
أحدهما: معناه سوى الله، قاله الفراء.
الثاني: أن (إلا) الواو، وتقديره: لو كان فيهما آلهة والله لفسدتا، أي لهلكتا بالفساد فعلى الوجه الأول يكون المقصود به إبطال عباد غيره لعجزه عن أن يكون إلهاً لعجزه عن قدرة الله، وعلى الوجه الآخر يكون المقصود به إثبات وحدانية الله عن أن يكون له شريك يعارضه في ملكه.
قوله عز وجل: {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: لا يسأل الخلق الخالق عن قضائه في خلقه، وهو يسأل الخلق عن عملهم، قاله ابن جريج.
الثاني: لا يسأل عن فعله، لأن كل فعله صواب وهولا يريد عليه الثواب، وهم يسألون عن أفعالهم، لأنه قد يجوز أن تكون في غير صواب، وقد لا يريدون بها الثواب إن كانت صواباً فلا تكون عبادة، كما قال تعالى: {ليسأل الصادقين عن صدقهم} [الأحزاب: 8].
الثالث: لا يُحْاسَب على أفعاله وهم يُحْسَبُونَ على أفعالهم، قاله ابن بحر.
ويحتمل رابعاً: لا يؤاخذعلى أفعاله وهم يؤاخذون على أفعالهم.


قوله تعالى: {هذا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي} فيه وجهان:
أحدهما: هذا ذكر من معي بما يلزمهم من الحلال والحرام، وذكر من قبلي ممن يخاطب من الأمم بالإِيمان، وهلك بالشرك، قاله قتادة.
الثاني: ذكر من معي بإخلاص التوحيد في القرآن، وذكر من قبلي في التوراة والإِنجيل، حكاه ابن عيسى.
قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} فيه وجهان:
أحدهما ما بين أيديهم من أمر الآخرة، وما خلفهم من أمر الدنيا، قاله الكلبي.
الثاني: ما قدموا وما أخروا من عملهم، قاله ابن عباس.
وفيه الثالث: ما قدموا: ما عملوا، وما أخروا: يعني ما لم يعملوا، قاله عطية.
{وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} فيه وجهان:
أحدهما: لا يستغفرون في الدنيا إلا لمن ارتضى.
الثاني: لا يشفعون يوم القيامة إلا لمن ارتضى.
وفيه وجهان:
أحدهما: لمن ارتضى عمله، قاله ابن عيسى.
الثاني: لمن رضي الله عنه، قاله مجاهد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8